Pas à pas... خطوة بخطوة

بحوث في النَفَسِيّة

إنسياق متموضع

Recherches Spirites


Dérive situationniste


« Naître, mourir, renaître encore et progresser sans cesse, telle est la loi »

« ولادة ثم ممات ثم ولادة مجددا مرة بعد أخرى، فتطور دون هوادة؛ تلك هي سنة الحياة !»

De l'âme à l'Esprit من الروح إلى النفس

خلافا لما يذهب إليه البعض، من باب التعريب الحرفي، من ترجمة Spiritisme إلى الأرواحية، فإني أعتقد أن أفضل ترجمة لهذه الكلمة هي ما ارتأيت وكما أبينه في هذه المدونة؛ فالترجمة الأفضل لكلمة Esprit هي النفس، بينما تبقى الروح مرادفة لكلمة Âme؛ وبذلك يكون التعريب الآصح لكلمة Spiritisme هو : النفسية، بتحريك النون والفاء.

Affichage des articles dont le libellé est النفس. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est النفس. Afficher tous les articles

L'Esprit en islam (10) الروح في الإسلام

في الفرق بين النفس والروح
مقتطف من كتاب 
الروح
في الكلام على على أرواح الأموات والأحياء
 بالدلائل من الكتاب والسنة
والآثار وأقوال العلماء 
لمؤلفه
محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله 
المعروف بابن قيم الجوزية
المسألة العشرون
 وهي هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران؟

فأختلف الناس في ذلك.
فمن قائل : إن مسماهما واحد، وهم الجمهور.
ومن قائل : إنهما متغايران.
ونحن نكشف سر المسألة بحول الله وقوته، فنقول : النفس تطلق على أمور.
أحدها : الروح. قال الجوهري : النفس : الروح. يقال : خرجت نفسه؛ قال أبو خراش :
    نجما سالما والنفس منه بشدقه ... ولم ينج إلا جفن سيف ومئزر
أي بجفن سيف ومئزر. والنفس : الدم. يقال : سألت نفسه؛ وفي الحديث : ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه. والنفس : الجسد. 
قال الشاعر :
نبئت أن بني تميم أدخلوا ... أبناءهم تامور نفس المنذر 
والتامور : الدم. والنفس : العين، يقال : أصابت فلانا، أي عين.
قلت : ليس كما قال، بل النفس ها هنا الروح، ونسبة الإضافة إلى العين توسع لأنها تكون بواسطة النظر المصيب، والذي أصابه إنما هو نفس العائن كما تقدم. 
قلت : والنفس في القرآن تطلق على الذات بحملتها، كقوله تعالى : «فسلّموا على أنفسكم» (سورة النور، الآية : ٦١)، وقوله تعالى : «يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها» (سورة النحل، الآية : ١١١)، وقوله تعالى : «كل نفس بما كسبت رهينة» (سورة المدثر، الآية : ٣٨)؛ وتطلق على الروح وحدها، كقوله تعالى: «يا أيتها النفس المطمئنة» (سورة الفجر، الآية : ٢٨)، وقوله تعالى : «أخرجوا أنفسكم» (سورة الأنعام الآية : ٩٣)، وقوله تعالى : «ونهى النفس عن الهوى» (سورة النازعات، الآية : ٤٠)، وقوله تعالى : «إن النفس لأمارة بالسوء» (سورة يوسف، الآية : ٥٣). 
وأما الروح فلا تطلق على البدن لا بإنفراده ولا مع النفس، وتطلق الروح على القرآن الذي أوحاه الله تعالى إلى رسوله، قال تعالى : «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا» (سورة الشورى الآية : ٥٢). 
وعلى الوحي الذي يوحيه إلى أنبيائه ورسله، قال تعالى : «يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق» (سورة غافر، الآية ١٥)، وقال تعالى : «ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فإتقون» (سورة النحل، الآية ٢)، وسمى ذلك روحا لما يحصل به من الحياة النافعة، فإن الحياة بدونه لا تنفع صاحبها البتة، بل حياة الحيوان البهيم خير منها وأسلم عاقبة. 
وسميت الروح روحا لأن بها حياة البدن، وكذلك سميت الريح لما يحصل بها من الحياة، وهي من ذوات الواو ولهذا تجمع على أرواح، قال الشاعر :
      إذا ذهبت الأرواح من نحو أرضكم ... وجدت لمسرها على كبدي بردا
ومنها الروح والريحان والاستراحة، فسميت النفس روحا لحصول الحياة بها، وسميت نفسا إما من الشيء النفيس لنفاستها وشرفها، وإما من تنفس الشيء إذا خرج، فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سميت نفسا، ومنه النفَس بالتحريك، فإن العبد كلما نام خرجت منه، فإذا استيقظ رجعت إليه، فإذا مات خرجت خروجا كليا، فإذا دفن عادت إليه، فإذا سئل خرجت، فإذا بعث رجعت إليه. 
فالفرق بين النفس والروح فرق بالصفات لا فرق بالذات، وإنما سمي الدم نفسا لأن خروجه الذي يكون معه الموت يلازم خروج النفس، وإن الحياة لا تتم إلا به، كما لا تتم إلا بالنفس، فلهذا قال :
تسيل على حد الظباة نفوسنا ... وليست على غير الظباة تسيل 
ويقال : فاضت نفسه، وخرجت نفسه، وفارقت نفسه، كما يقال : خرجت روحه، وفارقت، ولكن الفيض الاندفاع وهلة واحدة، ومنه الإفاضة، وهي الاندفاع بكثرة وسرعة، لكن أفاض : إذا دفع بإختياره وإرادته، وفاض : إذا اندفع قسرا وقهرا، فالله سبحانه هو الذي يفيضها عند الموت فتفيض هي. 

فصل 
وقالت فرقة أخرى من أهل الحديث والفقه والتصوف : الروح غير النفس.
قال مقاتل بن سليمان : للإنسان حياة وروح ونفس، فإذا نام خرجت نفسه التي يعقل بها الأشياء ولم تفارق الجسد، بل تخرج كحبل ممتد له شعاع فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه، وتبقى الحياة والروح في الجسد فيه يتقلب ويتنفس، فإذا حرك رجعت إليه أسرع من طرفة عين، فإذا أراد الله عز و جل أن يميته في المنام أمسك تلك النفس التي خرجت. وقال أيضا : إذا نام خرجت نفسه فصعدت إلى فوق، فإذا رأت الرؤيا رجعت فأخبرت الروح ويخبر الروح فيصبح يعلم أنه قد رأى كيت وكيت.
قال أبو عبد الله بن منده : ثم اختلفوا في معرفة الروح والنفس، فقال بعضهم : النفس طينية نارية، والروح نورية روحانية. وقال بعضهم : الروح لاهوتية والنفس ناسوتية. وإن الخلق بها ابتلي. وقالت طائفة، وهم أهل الأثر : إن الروح غير النفس، والنفس غير الروح، وقوام النفس بالروح، والنفس صورة العبد، والهوى والشهوة والبلاء معجون فيها، ولا عدو أعدى لابن آدم من نفسه، فالنفس لا تريد إلا الدنيا ولا تحب إلا إياها، والروح تدعو إلى الآخرة وتؤثرها، وجعل الهوى تبعا للنفس، والشيطان تبع النفس والهوى، والملك مع العقل والروح، والله تعالى يمدهما بإلهامة وتوفيقه. 
وقال بعضهم : الأرواح من أمر الله أخفى حقيقتها وعلمها على الخلق. 
وقال بعضهم : الأرواح نور من نور الله، وحياة من حياة الله. 
ثم اختلفوا في الأرواح هل تموت بموت الأبدان والأنفس، أو لا تموت؟ 
فقالت طائفة : الأرواح لا تموت ولا تبلى. 
وقالت جماعة : الأرواح على صور الخلق لها أيد وأرجل وأعين وسمع وبصر
ولسان. 
وقالت طائفة : للمؤمن ثلاثة أرواح، وللمنافق والكافر روح واحدة. 
وقال بعضهم : للأنبياء والصديقين خمس أرواح. 
وقال بعضهم : الأرواح روحانية خلقت من الملكوت، فإذا صَفت رجعت إلى الملكوت. 
قلت : أما الروح التي تتوفى وتقبض فهي روح واحدة، وهي النفس. وأما ما يؤيد الله به أولياءه من الروح فهي روح أخرى غير هذه الروح، كما قال تعالى : «أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه» (سورة المجادلة، الآية : ٢٢). وكذلك الروح الذي أيد بها روحه المسح ابن مريم، كما قال تعالى : «إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدك بروح القدس» (سورة المائدة، الآية : ١١٠)، وكذلك الروح التي يلقيها على من يشاء من عباده هي غير الروح التي في البدن. 
وأما القوى التي في البدن، فإنها تسمى أيضا أرواحا، فيقال : الروح الباصر والروح السامع والروح الشامّ، فهذه الأرواح قوى مودعة في البدن تموت بموت الأبدان، وهي غير الروح التي لا تموت بموت البدن، ولا تبلى كما يبلى. ويطلق الروح على أخص من هذا كل، وهو قوة المعرفة بالله والإنابة إليه، ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته. ونسبة هذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن، فإذا فقدتها الروح كانت بمنزلة البدن إذا فقد روحه، وهي الروح التي يؤيد بها أهل ولايته وطاعته، ولهذا يقول الناس : فلان فيه روح، وفلان ما فيه روح، وهو : بَوّ، وهو قصبة فارغة، ونحو ذلك.
فللعلم روح، وللإحسان روح، وللإخلاص روح، وللمحبة والإنابة روح، وللتوكل والصدق روح، والناس متفاوتون في هذه الأرواح أعظم تفاوت، فمنهم من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيا، ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضيا بهيميا؛ والله المستعان.

L'Esprit en islam (9) الروح في الإسلام

في حقيقة النفس
وعلاقة النفس بالروح
مقتطف من كتاب 
الروح
في الكلام على على أرواح الأموات والأحياء
 بالدلائل من الكتاب والسنة
والآثار وأقوال العلماء 
لمؤلفه
محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله 
المعروف بابن قيم الجوزية


المسألة التاسعة عشرة
وهي ما حقيقة النفس هل هي جزء من أجزاء البدن أو عرض من أعراضه أو جسم مساكن له مودع فيه أو جوهر مجرد وهل هي الروح أو غيرها وهل الإمارة واللوامة والمطمئنة نفس واحدة لها هذه الصفات أم هي ثلاث أنفس؟
فالجواب : إن هذه مسائل قد تكلم الناس فيها من سائر الطوائف، واضطربت أقوالهم فيها، وكثر فيها خطؤهم، وهدى الله أتباع الرسول أهل سنته لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. فنذكر أقوال الناس وما لهم وما عليهم في تلك الأقوال، ونذكر الصواب بحمد الله وعونه.
قال أبو الحسن الأشعري في مقالاته : اختلف الناس في الروح والنفس والحياة، وهل الروح هي الحياة أو غيرها؟ وهل الروح جسم أم لا؟ فقال النظّام : الروح هي جسم، وهي النفس، وزعم أن الروح حي بنفسه وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي. وقال آخرون : الروح عرض.
وقال قائلون، منهم جعفر بن حرب، لا ندري الروح جوهر أو عرض (كذا قال) واعتلوا في ذلك بقوله تعالى : «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي» (سورة الإسراء، الآية : ٨٥) ولم يخبر عنها ما هي، لا أنها جوهر ولا عرض. قال : وأظن جعفرا أثبت أن الحياة غير الروح أثبت أن الحياة عرض.
وكان الجبائي يذهب إلى أن الروح جسم، وأنها غير الحياة، والحياة عرض، ويعتل بقول أهل اللغة : خرجت روح الإنسان، وزعم أن الروح لا تجوز عليها الأعراض.
وقال قائلون : ليس الروح شيئا أكثر من اعتدال الطبائع الأربع ولم يرجعوا من قولهم (اعتدال) إلا إلى المعتدل، ولم يثبتوا في الدنيا شيئا إلا الطبائع الأربع التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.
وقال قائلون : إن الروح معنى خامس غير الطبائع الأربع، وأنه ليس في الدنيا إلا الطبائع الأربع والروح، واختلفوا في (أعمال) الروح فثبتها بعضهم طباعا وثبتها بعضهم اختيارا.
 وقال قائلون: الروح الدم الصافي الخالص من الكدر والعفونات، وكذلك قالوا في القوة.
وقال قائلون : الحياة هي الحرارة الغريزية.
وكل هؤلاء الذين حكينا أقوالهم في الروح من أصحاب الطبائع يثبتون أن الحياة هي الروح... 
... قال الرازي : وأما القسم الثاني : وهو أن الإنسان عبارة عن جسم مخصوص موجود في داخل هذا البدن، فالقائلون بهذا القول اختلفوا في تعيين ذلك الجسم على وجوه : الأول : إنه عبارة عن الأخلاط الأربعة التي منها يتولد هذا البدن.
الثاني : انه الدم. 
الثالث : إنه الروح اللطيف الذي يتولد في الجانب الأيسر من القلب وينفذ في الشريانات إلى سائر الأعضاء. 
الرابع : إنه الروح الذي يصعد في القلب إلى الدماغ، ويتكيف بالكيفية الصالحة لقبول قوة الحفظ والفكرة والذكر.
الخامس : إنه جزء لا يتجزأ في القلب. 
السادس : إنه جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نورانى علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف، بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكا لهذه الأعضاء، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية. وإذا فسدت هذه الأعضاء بسب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح.
وهذا القول هو الصواب في المسألة، وهو الذي لا يصح غيره، وكل الأقوال سواه باطلة، وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأدلة العقل والفطرة.
ونحن نسوق الأدلة عليه على نسق واحد...
فصل
... المائة : ما قد اشترك في العلم به عامة أهل الأرض من لقاء أرواح الموتى وسؤالهم لهم، وإخبارهم إياهم بأمور خفيت عليهم، فرأوها عيانا، وهذا أكثر من أن يتكلف إيراده. 
وأعجب من هذا، الوجه الحادي والمائة : إن روح النائم يحصل لها في المنام آثار فتصبح يراها على البدن عيانا، وهي من تأثير الروح في الروح، كما ذكر القيراوني في (كتاب البستان) عن بعض السلف.
قال : كان لي جار يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان ذات يوم أكثر من شتمهما، فتناولته وتناولي، فأنصرفت إلى منزلي وأنا مغموم حزين، فنمت، وتركت العشاء؛ فرأيت رسول الله في المنام، فقلت : يا رسول الله، فلان يسب أصحابك! قال : من أصحابي؟ قلت : أبو بكر وعمر. فقال : خذ هذه المدية فأذبحه بها. فأخذتها، فأضجعته وذبحته، ورأيت كأن يدي أصابها من دمه، فألقيت المدية، وأهويت بيدي إلى الأرض لأمسحها، فأنتبهت وأنا أسمع الصراخ من نحو داره، فقلت ما هذا الصراخ؟ قالوا : فلان مات فجأة! فلما أصحنا جئت فنظرت إليه، فإذا خط موضع الذبح. 
وفي (كتاب المنامات) لابن أبي الدنيا عن شيخ من قريش قال : رأيت رجلا بالشام قد أسود نصف وجهه وهو يغطيه، فسألته عن ذلك؟ فقال : قد جعلت لله عليْ أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته به. كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فبينا أنا ذات ليلة نائم، إذ أتاني آت في منامي، فقال  لي : أنت صاحب الوقيعة فيّ؟ فضرب شق وجهي، فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى. 
وذكر مسعدة عن هشام بن حسان، عن واصل مولى أبي عيينة، عن موسى بن عبيدة، عن صفية بنت شيبة قالت : كنت عند عائشة رضي الله عنها، فأتتها امرأة مشتملة على يدها، فجعل النساء يولعن بها، فقالت : ما أتيتك إلا من أجل يدي، أن أبي كان رجلا سمحا، وإني رأيت في المنام حياضا عليها رجال معهم آنية يسقون من أتاهم، فرأيت أبي، قلت : أين أمي؟ فقال : انظري، فنظرت فإذا أمي ليس عليها إلا قطعة خرقة، فقال : إنها لم تتصدق قط إلا بتلك الخرقة وشحمة من بقرة ذبحوها، فتلك الشحمة تذاب وتطرى بها، وهي تقول : واعطشاه! قالت : فأخذت إناء من الآنية فسقيتها، فنوديت من فوقي من سقاها أيبس الله يده، فأصبحت يدي كما ترين. 
وذكر الحارث بن أسد المحاسبي وأصبغ وخلف بن القاسم وجماعة عن سعيد بن مسلمة قال : بينما امرأة عند عائشة إذ قالت : بايعت رسول الله على أن لا أشرك بالله شيئا، ولا أسرق، ولا أزني، ولا أقتل ولدي، ولا آتي ببهتان أفتريه من بين يديّ ورجليّ، ولا أعصي في معروف، فوفيت لربي ووفى لي ربي، فوالله لا يعذبني الله؛ فأتاها في المنام ملك فقال لها : كلا، إنك تتبرجين، وزينتك تبدين، وخيرك تكندين، وجارك تؤذين، وزوجك تعصين! ثم وضع أصابعه الخمس على وجهها، وقال : خمس بخمس، ولو زدت زدناك. فأصبحت وأثر الأصابع في وجهها.
وقال عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك : سمعت مالكا يقول : إن يعقوب بن عبد الله بن الأشج كان من خيار هذه الأمة، نام في اليوم الذي استشهد فيه، فقال لأصحابه : إني قد رأيت أمرا ولأخبرنه، إني رأيت كأني أدخلت الجنة فسُقيت لبنا، فأستقاء فقاء اللبن، واستشهد بعد ذلك؛ قال أبو القاسم : وكان في غزوة في البحر بموضع لا لبن فيه. وقد سمعت غير مالك يذكره، ويذكر أنه معروف، فقال : إني رأيت كأني أدخل الجنة فسقيت فيها لبنا، فقال له بعض القوم : أقسمت عليك لما تقيأت، فقاء لبنا يصلد، أي يبرق، وما في السفينة لبن ولا شاة. قال ابن قتيبة : قوله : يصلد أي يبرق، يقال : صلد اللبن ومنه يصلد. ومنه حديث عمر أن الطبيب سقاه لبنا فخرج من الطعنة أبيض يصلد.
وكان نافع القارىء إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، فقيل له : كلما قعدت تتطيب؟ فقال : ما أمس طيبا ولا أقربه، ولكن رأيت النبي في المنام وهو يقرأ في فمي، فمن ذلك الوقت يشم من فيّ هذه الرائحة. 
وذكر مسعدة في كتابه في الرؤيا، عن ربيع بن الرقاشي قال : أتاني رجلان، فقعدا إلىّ، فأغتابا رجلا، فنهيتهما، فأتاني أحدهما بعد فقال : إني رأيت في المنام كأن زنجيا أتاني بطبق عليه جنب خنزير لم أر لحما قط اسمن منه، فقال لي : كل، فقلت آكل لحم خنزير؟ فتهددني، فأكلت، فأصبحت وقد تغير فمي، فلم يزل يجد الريح في فمه شهرين. 
وكان العلاء بن زياد له وقت يقوم فيه، فقال لأهله تلك الليلة : إني أجد فترة، فإذا كان وقت كذا فأيقظوني، فلم يفعلوا. قال : فأتاني آت في منامي فقال : قم يا علاء بن زياد اذكر الله يذكرك، وأخذ بشعرات في مقدم رأسي، فقامت تلك الشعرات في مقدم رأسي، فلم تزل قائمة حتى مات. قال يحيى بن بسطام : فلقد غسلناه يوم مات وإنهن لقيام في رأسه. 
وذكر ابن أبي الدنيا عن أبي حاتم الرازي، عن محمد بن علي قال : كنا بمكة في المسجد الحرام قعودا، فقام رجل نصف وجهه أسود ونصفه أبيض، فقال : يا أيها الناس، اعتبروا بي، فإني كنت أتناول الشيخين وأشتمهما، فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت، فرفع يده فلطم وجهي، وقال لي : يا عدو الله، يا فاسق، ألست تسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؟ فأصبحت وأنا على هذه الحالة.
وقال محمد بن عبد الله المهلبي : رأيت في المنام كأني في رحبة بني فلان، وإذا النبي جالس على أكمة ومعه أبو بكر وعمر واقف قدامه، فقال له عمر : يا رسول الله، إن هذا يشتمني ويشتم أبا بكر. فقال : جيء به يا أبا حفص. فأتى برجل فإذا هو العُماني، وكان مشهورا بسبهما، فقال له النبي : أضجعه، فأضجعه، ثم قال : اذبحه، فذبحه. قال فما نبهني إلا صياحه، فقلت : مالي لا أخبره؟ عسى أن يتوب. فلما تقربت من منزله سمعت بكاء شديدا، فقلت : ما هذا البكاء" فقالوا : العماني ذبح البارحة على سريره. قال : فدنوت من عنقه فإذا من أذنه إلى أذنه طريقة حمراء كالدم المحصور. 
وقال القيرواني : أخبرني شيخ لنا من أهل الفضل قال : أخبرني أبو الحسن المطلبي أمام مسجد النبي قال : رأيت بالمدينة عجبا؛ كان رجل يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فبينا نحن يوما من الأيام بعد صلاة الصبح إذ أقبل رجل وقد خرجت عيناه وسالتا على خديه، فسألناه ما قصتك؟ فقال : رأيت البارحة رسول الله وعلي بين يديه ومعه أبو بكر وعمر، فقالا : يا رسول الله هذا الذي يؤذينا ويسبنا. فقال لي رسول الله : من أمرك بهذا يا أبا قيس؟ فقلت له : عليّ، وأشرت عليه، فأقبل علي بوجهه ويده وقد ضم أصابعه وبسط السبابة والوسطى، وقصد بها إلى عيني، فقلت إن كنت كذبت ففقأ الله عينيك. وادخل أصبعيه في عينيّ، فانتهت من نومي وأنا على هذه الحال. فكان يبكي يخبر الناس، وأعلن بالتوبة. 
قال القيرواني : وأخبرني شيخ من أهل الفضل قال : أخبرني فقيه قال : كان عندنا رجل يكثر الصوم ويسرده، ولكنه كان يؤخر الفطر، فرأي في المنام كأن أسودين آخذين بضبعيه وثيابه إلى تنور محمى ليلقياه فيه. قال : فقلت لهما على ماذا؟ فقالا : على خلافك لسنة رسول الله، فإنه أمر بتعجيل الفطر وأنت تؤخره؛ قال : فأصح وجهه قد اسود من وهج النار، فكان يمشي متبرقعا في الناس.
وأعجب من هذا الرجل يرى في المنام وهو شديد العطش والجوع والألم أن غيره قد سقاه وأطعمه، أو داواه بدواء، فيستيقظ وقد زال عنه ذلك كله، وقد رأي الناس من هذا عجائب. 
وقد ذكر مالك، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة أن جارية لها سحرتها وأن سنديا دخل عليها وهي مريضة، فقال : إنك سحرت. قالت : ومن سحرني؟ قال : جارية في حجرها صبي قد بال عليها. فدعت جاريتها، فقالت : حتى أغسل بولا في ثوبي، فقالت لها : أسحرتني؟ قالت : نعم. قالت : وما دعاك إلى ذلك؟ قالت : أردت تعجيل العتق. فأمرت أخاها أن يبيعها من الأعراب ممن يسئ ملكها، فباعها، ثم إن عائشة رأت في منامها أن اغتسلي من ثلاثة آبار يمد بعضها بعضا، فأستسقى لها، فأغتسلت فبرأت.
وكان سماك بن حرب قد ذهب بصره فرأي إبراهيم الخليل في المنام فمسح على عينيه، وقال : اذهب إلى الفرات، فتنغمس فيه ثلاثا. ففعل فأبصر.
وكان إسماعيل بن بلال الحضرمي قد عمى، فأتي في المنام، فقيل له : قل يا قريب يا مجيب يا سميع الدعاء يا لطيف بمن يشاء رد على بصري! فقال الليث بن سعد : أنا رأيته قد عمى ثم أبصر. 
وقال عبيد الله بن أبي جعفر : اشتكيت شكوى، فجهدت منها، فكنت أقرأ آية الكرسي، فنمت، فإذا رجلان قائمان بين يدي، فقال أحدهما لصاحبه أن يقرأ آية فيها ثلاثمائة وستون رحمة، أفلا يصيب هذا المسكين فيها رحمة واحدة؟ فأستيقظت فوجدت خفة. 
قال ابن أبي الدنيا : اعتلت امرأة من أهل الخير والصلاح بوجع المعدة، فرأت في المنام قائلا يقول لها : لا إله إلا الله، المغلي وشراب الورد. فشربته فأذهب الله عنها ما كانت تجد. قال : وقالت أيضا : رأيت في المنام كأني أقول : السناء والعسل وماء الحمص الأسود شفاء لوجع الأوراك؛ فلما استيقظت أتتني امرأة تشكو وجعا بوركها فوصفت لها ذلك، فأستنفعت به.
وقال جالينوس : السبب الذي دعاني إلى فصد العروق الضوارب أني أمرت به في منامي مرتين. قال : كنت إذ ذاك غلاما. قال : وأعرف إنسانا شفاه الله من وجع كان به في جنبه بفصد العرق الضارب لرؤيا رآها في منامه.
وقال ابن الخراز : كنت أعالج رجلا ممعودا، فغاب عني، ثم لقيته، فسألته عن حاله، فقال : رأيت في المنام إنسانا في زي ناسك متوكئا على عصا وقف علي وقال : أنت رجل ممعود؟ فقلت : نعم، فقال : عليك بالكباء والجلنجبين، فأصبحت فسألت عنهما، فقيل لي : الكباء المصطكي والجلنجبين الورد المربي بالعسل، فأستعملتهما أياما فبرأت، فقلت له : ذلك جالينوس.
والوقائع في هذا الباب أكثر من أن تذكر. قال بعض الناس : إن أصل الطب من المنامات، ولا ريب أن كثيرا من أصوله مستند إلى الرؤيا؛ كما أن بعضها عن التجارب، وبعضها عن القياس، وبعضها عن إلهام؛ ومن أراد الوقوف على ذلك فلينظر في (تاريخ الأطباء) وفي (كتاب البستان) للقيرواني وغير ذلك.
مقتطف من
المسألة السابعة 
وهى قول للسائل ما جوابنا للملاحدة والزنادقة المنكرين لعذاب القبر وسعته وضيقه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وكون الميت لا يجلس ولا يقعد فيه :

... وأما رؤية المنام، فلو ذكرناها لجاءت عدة أسفار، ومن أراد الوقوف عليها فعليه (بكتاب المنامات) لابن أبى الدنيا و(كتاب البستان) للقيروانى، وغيرهما من الكتب المتضمنة لذلك، وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه.

Islam et spiritisme (3) الإسلام والنفسية

Correspondances 
entre
Islam et spiritisme :
Le sommeil comme petite mort
الإسلام والنفسية
موافقات بين الإسلام والنفسية:
النوم كموت صغير
La séparation de l'esprit durant le sommeil du corps est une donnée fondamentale du spiritisme; elle y constitue même une voie essentielle de contact entre les esprits, vivants comme morts.
Or, cette conception ne contredit en rien le dogme islamique qui admet pareille dissociation, l'appelant même «petite mort».
Certes, l'islam ne reconnaît pas, en théorie, cette dissociation telle qu'elle est admise en spiritisme; il n'empêche que le mécanisme n'étant ni ignoré ni rejeté, l'interprétation de ses conséquences variées pourrait changer selon l'évolution de l'exégèse des conceptions religieuses.
Il s'agit, en l'occurrence, d'un principe dont on ne tire, pour l'instant, qu'une part des implications; or agir pareillement pour le reste des conséquences du moment qu'elles obéissent aux mêmes conditions ne serait qu'une question de temps. Il est même inscrit dans la logique de la démarche selon le principe : Qui peut le plus peut le moins ! — Farhat OTHMAN
من المظاهر النفسية التي نجد فيها من الموافقات الموضوعية ما يؤشر على إمكانية تقارب أكبر في المستقبل بين الإسلام والنفسية من خلال تأويل جديد للدين، من تلك المظاهر إذن ما يحدث أثناء النوم من انفصال بين الروح أو النفس والجسد.
فلا شك أن مثل هذا الإنفصال هو من أهم المظاهر النفسية على استقلال النفس عن الجسد وإمكانية إلتقاء الأنفس خارج الأجساد.
ومن المهم الإشارة إلى أن الإسلام، وإن لم يكن لنا اليوم إمكانية القول أنه يرى أيضا نفس الشيء الذي تزعمه النفسية، فالثابت أنه، على الأقل، لا يرفض مبدأ خروج الروح من الجسد خلال النوم.  
ذلك أن الإسلام يقر بأن الروح تنفصل عن البدن في فترة النوم؛ بل ويؤكد أن لحظات النوم إنما هي ضرب من الموت، وذلك بدليل قوله تعالى في الآية ٤٢ من سورة الزمر : *الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلَى أجلٍ مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون* وقوله أيضا في الآية ٦٠ من سورة الأنعام : *وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضَى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون*
فهاتين الآيتين دليل إسلامي على أنّ الروح تنفصل عن الجسد أثناء النوم ثمّ تعود إليه ليبدأ الحياة من جديد إلى أن يأتي أجل الموت الحقيقي فتخرج الروح من الجسد تماما.
فإقرار القرآن هذا بأن الإنسان يفقد قسما كبيرا من وعيه بالوجود والشعور بما حوله من الأشياء أثناء فترة النوم ويعود له ذلك الشعور كاملا عند الاستيقاظ لهو مما يقرّب إمكانية تأويل الآيات القرآنية من النظرية النفسية، أي أن الروح لا تخرج من الجسد دون رجعة وذلك حتى في الموت الكبير، كما يراه الإسلام، بل تفعل ذلك كما تفعله أثناء النوم، أي تنفصل مؤقتا عن الجسم مع إمكانية الرجعة إلى الحياة في جسد آخر وذلك إذا أراد الله لها تلك الرجعة وقضاها لها.
ولا شك أن من مثل هذا التوجه غير مقبول في الوضع الراهن للتأويل القرآني ولكنه يبقى ممكنا نظريا لمن أراد تأويل سور القرآن وآياته حسب روحها العلمية، إذ لا يعدو حينها، في هذا الموضوع، تطبيق المبدأ القائل بأن من استطاع الكثير أمكنه اليسير. — فرحات عثمان

Esprit et âme en islam (2) النفس و الروح في الإسلام


Si nous avons précisé dans l'article précédent que nous retenons, dans ce blog, le terme نفس pour exprimer celui d'Esprit et ce malgré la polémique qui existe en arabe, en écho à la confusion similaiire en français, sur la différence entre ce terme et celui d'Âme, soit en arabe: روح .
En vue d'apporter quelque éclairage sur ces deux notions d'un point de vue islamique, nous avons déjà reproduit un extrait des considérations à ce sujet issues du site du docteur Hassan Ali AbdelHamid portant sur la distinction entre les deux termes de نفس et روح.
En voici la seconde partie, cet article-ci traitant plus spécifiquement de la définition de l'esprit النفس .
Comme nous l'avons fait avec le premier article, nous donnons à la fin de celui-ci l'adresse électronique de la page dont est il a été extrait référant ainsi au site de l'auteur des articles.
Il est à noter aussi que nous avons rajouté à l'article original la précision des versets et sourates du Coran cités outre d'infimes améliorations de présentation et quelques rectifications, notamment pour des erreurs qui s'étaient glissées dans le texte coranique. 
تـعـريـف‭ ‬الـنـفـس
     ‭  ‬ ‭  ‬تتخذ‭ ‬مادة ‭  ‬—ن‭ ‬ف‭ ‬س—‭ ‬في‭ ‬معاجم‭ ‬وقواميس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬جانباً‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬مدعمة‭ ‬بما‭ ‬تعرفه‭ ‬العرب‭ ‬عنها؛‭ ‬فجاء‭ ‬في‭ ‬مختار‭ ‬الصحاح‭ : ‬النَّفْسُ  ‭: ‬الروح،‭ ‬يقال‭ : ‬خرجت‭ ‬نفسه؛‭ ‬والنَّفْسُ‭ : ‬الدم،‭ ‬يقال‭ : ‬سالت‭ ‬نفسه؛‭ ‬وفي‭ ‬الحديث‭ : ‬اما‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬نفس‭ ‬سائلة‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬ينجس‭ ‬الماء‭ ‬إذا‭ ‬مات‭ ‬فيهب؛‭ ‬والنَّفْسُ‭ : ‬الجسد؛‭ ‬ويقولون‭ : ‬ثلاثة‭ ‬أَنْفُسٍ‭ ‬فيذكرونه‭ ‬لأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬ونَفْسُ‭ ‬الشيء‭ ‬عينه‭........ ‬وفي‭ ‬الحديث‭ : *‬ما‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬منفوسة‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬كُتِب‭ ‬مكانها‭ ‬من‭ ‬الجنة‭ ‬والنار‭*‬‭. ‬وصاحب‭ ‬لسان‭ ‬العرب‭ ‬يعرف‭ ‬هنا‭ ‬النفس‭ ‬بأنها‭ ‬الروح ‭  ‬و‭ ‬يضيف‭ ‬أنها‭ ‬أيضا‭ ‬الدم،‭ ‬بينما‭ ‬يرد‭ ‬الحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬ليؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬تعلق‭ ‬مسألة‭ ‬النفس‭ ‬بالإنسان‭ ‬و‭ ‬العقاب‭ ‬و‭ ‬الثواب‭.‬ ‭  ‬وورد‭ ‬في‭ ‬لسان‭ ‬العرب‭ : ‬وقـيل‭: ‬نَفْسَكَ‭ ‬فطَهِّر،‭ ‬والعرب‭ ‬تَكْنـي‭ ‬بالثِّـيابِ‭ ‬عن ‭  ‬النَّفْسِ؛ ‭  ‬والمغزى‭ ‬واضح‭ ‬بذاته‭.‬
‭ ‬ومجمل‭ ‬المعاجم‭ ‬اللغوية‭ ‬العربية‭ ‬تورد‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬ومشتقاتها‭ ‬مثل‭ : ‬نفس‭ ‬و‭ ‬نفيس‭ ‬ونافس‭ ‬ونفساء‭ ‬ومنفوس‭ ‬مدعمة‭ ‬بأسانيدها،‭ ‬ولا‭ ‬تختلف‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ : ‬هل‭ ‬النفس‭ ‬هي‭ ‬الروح‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬مادة‭ ‬لذاتها‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬ذلك؟‭ ‬وننوه‭ ‬إلي‭ ‬المعنى‭ ‬الأخير‭ ‬باعتبار‭ ‬الثياب‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬النفس؛‭ ‬و‭ ‬أثبتت‭ ‬الآراء‭ ‬أيضا‭ ‬قولهم‭ : ‬ان‭ ‬النفس‭ ‬هي‭ ‬النفس‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬و‭ ‬قيل‭ : ‬الحياة،‭ ‬و‭ ‬قيل‭ : ‬جسم‭ ‬لطيف‭ ‬يحل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البدن،‭ ‬و‭ ‬قيل‭ : ‬الدم،‭ ‬و‭ ‬قيل‭ : ‬هي‭ ‬عرض؛‭ ‬حتى‭ ‬قيل‭ ‬ان‭ ‬الأقوال‭ ‬فيها‭ ‬بلغت‭ ‬مائة‭.‬
‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬القراءة‭ ‬التالية،‭ ‬نتفق‭ ‬معا‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬خلطاً‭ ‬في‭ ‬الموضوع؛‭  ‬يقول‭ ‬الغزالي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ : ‬الروح‭ ‬يطلق‭ ‬لمعنيين‭ , ‬أحدهما‭ ‬جسم‭ ‬لطيف‭ ‬منبعه‭ ‬تجويف‭ ‬القلب‭ ‬الجسماني، ‭  ‬وينتشر‭ ‬بواسطة‭ ‬العروق‭ ‬الضوارب‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أجزاء‭ ‬البدن،‭ ‬وجريانه‭ ‬في‭ ‬البدن‭ ‬و‭ ‬فيضان‭ ‬أنوار‭ ‬الحياة‭ ‬والحس‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬أعضائه ‭  ‬يضاهي‭ ‬فيضان‭ ‬النور ‭  ‬من‭ ‬السراج‭ ‬الذي‭ ‬يدار‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬البيت‭ ‬فانه‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬إلي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البيت‭  ‬إلا‭ ‬و‭ ‬يستنير‭ ‬به، ‭  ‬فالحياة‭ ‬مثالها‭ ‬النور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬الحيطان، ‭  ‬والروح‭ ‬مثاله‭ ‬السراج، ‭  ‬وسريان‭ ‬الروح‭ ‬وحركته‭ ‬في‭ ‬الباطن‭ ‬مثال‭ ‬حركة‭ ‬السراج‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬البيت، ‭  ‬يتحرك‭ ‬بحركته،‭ ‬والأطباء‭ ‬إذا‭ ‬أطلقوا‭ ‬الروح‭ ‬أرادوا‭ ‬هذا،‭ ‬وهو‭ ‬بخار‭ ‬لطيف‭ ‬نضجته‭ ‬حرارة‭ ‬القلب،‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬غرض‭ ‬أطباء‭ ‬الدين‭ ‬شرحه‭.‬
ومن‭ ‬الآراء‭ ‬التراثية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بدائع‭ ‬الفوائد‭ : ‬وفرقة‭ ‬أنكرت‭ .. ‬و‭ ‬قالت‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لنفس‭ ‬الآدمي‭ ‬سوى‭ ‬هذا‭ ‬الهيكل‭ ‬المحسوس‭ ‬وصفاته‭ ‬وأعراضه‭ ‬فقط‭ ‬ة‭ ‬والفرقة‭ ‬الثانية‭ ‬أنكرت‭ ‬وجود‭ ‬النفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬المفارقة‭ ‬للبدن‭ ‬ة‭. ‬والفرقة‭ ‬الثالثة‭ ‬بالعكس‭ ‬أقرت‭ ‬بوجود‭ ‬النفس‭ ‬الناطقة‭ ‬المفارقة‭ ‬للبدن‭ ‬ة‭.‬ ‭  ‬والفرقة‭ ‬الرابعة،‭ ‬وهم‭ ‬اتباع‭ ‬الرسل‭ ‬وأهل‭ ‬الحق،‭ ‬أقروا‭ ‬بوجود‭ ‬النفس‭ ‬الناطقة‭ ‬المفارقة‭ ‬للبدن‭...‬
ويهمنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العرض ‭  ‬توضيح‭ ‬مقدار‭ ‬الاختلاف‭ ‬و‭ ‬نوعه‭ ‬بين‭ ‬فلاسفة‭ ‬وعلماء‭ ‬المسلمين‭  ‬في‭ ‬مسالة‭ ‬النفس‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬حقيقة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬والتمحيص‭ ‬بعين‭ ‬اكثر‭ ‬تجرداً‭ ‬وموضوعية‭  ‬لمحاولة‭ ‬حسم‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬
 ‭  ‬ويتبين‭ ‬لنا‭ ‬بان‭ ‬لفظة ‭  ‬إنسان‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬لفظية‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬ثنائية‭ ‬الوزن‭ ‬وذلك‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الألف‭ ‬والنون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الكلمة‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬فعلان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تكون‭ ‬كلمة‭ ‬إنسان‭ ‬مثنى ‭  ‬من‭ ‬مفردة‭ ‬هي‭ ‬إنس‭ ‬ومفردة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬إنس‭ ‬أيضا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مركب‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬وجسد،‭ ‬وهما‭ ‬مركبان‭ ‬ماديان‭ ‬مرتبطان‭ ‬وفي‭ ‬جدال‭ ‬وحوار‭ ‬بينهما‭ ‬دائم؛‭ ‬ولكل‭ ‬منهما‭ ‬خصائصه‭ ‬ويحتكمان‭ ‬إلى‭ ‬العقل؛‭ ‬وإذا‭ ‬انفصم‭ ‬الارتباط‭ ‬بينهما‭ ‬يحدث‭ ‬انفصام‭ ‬الشخصية‭ ‬ويعطي‭ ‬بالتالي‭ ‬شخصيتان‭ ‬متباينتان‭ ‬في‭ ‬التصرفات‭.‬
       ‭  ‬ والاستنتاج‭ ‬الذي‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬رغبة‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬شرحه‭ ‬ولا‭ ‬فهمه،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬شرحه‭ ‬ووصفه،‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بان‭ ‬الروح‭ ‬مسالة‭ ‬غيبية‭ ‬بحتة،‭ ‬والوصف‭ ‬اكثر‭ ‬انطباقاً‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬بحثنا‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬النفس‭.‬
وهكذا‭ ‬فأننا‭ ‬نقول‭ ‬بان‭ : ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬كيان‭ ‬أثيري‭ ‬مادي‭ ‬كهرومغناطيسي‭ ‬موجود‭ ‬بجلد‭ ‬الإنسان‭ ‬وفق‭ ‬نمط‭ ‬معين‭ ‬له‭ ‬امتداد‭ ‬بأعضاء‭ ‬الجسم‭ ‬الداخلية،‭ ‬وله‭ ‬تمركز‭ ‬وسط‭ ‬الصدر‭ ‬عند‭ ‬عظمة ‭  ‬القص‭ : ‬الفؤاد،‭ ‬ويؤثر‭ ‬ويتأثر‭ ‬بكل‭ ‬ماديات‭ ‬الكون‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬بواسطة‭ ‬مجاله‭ ‬الأثيري‭.‬
و‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬من‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ : ‬‭* ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أنشاكم‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬واحدة‭ ‬فمستقر‭ ‬ومستودع‭ ‬قد‭ ‬فصلنا‭ ‬الآيات‭ ‬لقوم‭ ‬يفقهون‭ * ‬—‭ ‬الأنعام‭ ‬٩٨؛‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬فسر‭ ‬العلماء‭ ‬مفهومي‭ ‬امستقر‭ ‬ومستودعب‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭ :‬
       ‭  ‬1‭/ ‬قال‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬مسعود‭ : ‬فلها‭ ‬مستقر ‭  ‬في‭ ‬الرحم‭ ‬ومستودع‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬تموت‭ ‬فيها‭. ‬ 
       ‭  ‬2‭/ ‬عن‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬جبير‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬افمستقر‭ ‬ومستودعب،‭ ‬قال‭ : ‬مستودعون‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أصلاب‭ ‬الرجال،‭ ‬فإذا‭ ‬قروا‭ ‬في‭ ‬أرحام‭ ‬النساء‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬فقد‭ ‬استقروا‭.‬
‭ ‬        ‭  ‬                         د‭. ‬حسن‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الحميد

Esprit et âme en islam (1) النفس والروح في الإسلام


Si nous retenons dans ce blog le terme نفس pour exprimer celui d'esprit, il reste que ce dernier terme, tout comme en français, se confond assez facilement avec celui d'âme en arabe, soit  روح .
Afin d'apporter quelque éclairage sur ces deux notions d'un point de vue islamique, nous reproduisons ci-après (sur deux articles) des considérations à ce sujet issues du site du docteur Hassan Ali AbdelHamid consultable sur son site en arabe indiqué en bas de chaque article.

Le premier de ces deux articles porte sur la distinction entre les deux termes de نفس et روح ; le deuxième traite plus spécifiquement de la définition de l'esprit النفس .
Il est à noter aussi que nous avons rajouté à l'article original la précision des versets et sourates du Coran cités outre d'infimes améliorations de présentation et quelques rectifications, notamment pour des erreurs qui s'étaient glissées dans le texte coranique. 
الفرق‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح
من‭ ‬خلال‭ ‬دراستنا‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬طرحنا‭ ‬السؤال‭ ‬آلاتي‭ ‬على‭ ‬الأخ‭ ‬الأستاذ‭ ‬والشيخ‭ ‬عطية‭ ‬صقر‭ ‬مفتي‭ ‬بشبكة‭ ‬إسلام‭ ‬اون‭ ‬لاين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬الشبكة‭ ‬على‭ ‬الانترنيت‭ ‬بتاريخ‭   ‬21/12/1421‭ ‬هجري،‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬نص‭ ‬السؤال‭ :‬
بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم،‭ ‬متى‭ ‬تدخل‭ ‬الروح‭ ‬إلي‭ ‬الجسد‭ ‬وإيضاح‭ ‬الدليل،‭ ‬و‭ ‬متى‭ ‬تدخل‭ ‬النفس ‭  ‬إلى‭ ‬الجسد‭ ‬وإيضاح‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح‭....‬؟
و‭ ‬كان‭ ‬جوابه‭ ‬بتاريخ‭ ‬11/3/2001‭ ‬مسيحي،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭ :‬
بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ , ‬و‭ ‬الصلاة‭ ‬و‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬و‭ ‬عليكم‭ ‬السلام‭ ‬و‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته؛‭ ‬وبعد،‭ ‬تدخل‭ ‬الروح‭ ‬الجسم‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬وعشرون‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الحمل،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الصحيح: ‬*‭...‬أن‭ ‬أحدكم‭ ‬ليجمع‭ ‬خلقه‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمه‭ ‬أربعين‭ ‬يوماً‭ ‬نطفة،‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬علقة‭ ‬مثل‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬مضغة‭ ‬مثل‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬يأتيه‭ ‬الملك‭ ‬فينفخ‭ ‬فيه‭ ‬الروح‭...‬* الحديث؛‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬النفس‭ ‬هي‭ ‬الروح‭ ‬فلا‭ ‬إشكال،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬شيئاً‭ ‬آخر،‭ ‬فالله‭ ‬اعلم‭ ‬بآمر‭ ‬دخولها‭ ‬الجسم،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬حجة؛‭ ‬ولذلك ‭  ‬اختلف‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬حقيقة‭ ‬النفس‭ ‬والروح‭ ‬والعلاقة‭ ‬بينهما؛‭ ‬والأفضل‭ ‬تفويض‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لله‭...‬
ونستنتج‭ ‬من‭ ‬إجابة‭ ‬الشيخ‭ ‬عطية‭ ‬صقر‭ ‬الحقائق‭ ‬التالية‭ :‬
       ‭  ‬1‭/ ‬أن‭ ‬الروح‭ ‬تدخل‭ ‬جسد‭ ‬الجنين‭ ‬و‭ ‬بنص‭ ‬الحديث‭ ‬الصحيح‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬وعشرين‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬تخلقه‭ .‬
       ‭  ‬2‭/ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬والفارق‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬والنفس‭ .‬
       ‭  ‬3‭/ ‬أما‭ ‬علماء‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬فانهم‭ ‬يفوضون‭ ‬الأمر‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬
وعليه‭ ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬  ‭  ‬المسميين،‭ ‬و‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬شئ‭ ‬مخالف‭ ‬للآخر‭. ‬ونستشهد‭ ‬على ‭  ‬ذلك‭ ‬بآلاتي‭ ‬ذكره ‭:‬
       ‭  ‬1‭/ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬القرآني ‭  ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬خطاب‭ ‬موجه‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬للروح‭ , ‬بينما‭ ‬يوجد‭ ‬مخاطبة‭ ‬للنفس‭ ‬البشرية،‭ ‬و‭ ‬منها‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬يا‭ ‬ايتها‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة‭*‬ارجعي‭ ‬الى‭ ‬ربك‭ ‬راضية‭ ‬مرضية‭*‬—الفجر‭ ‬٢٧‭-‬٢٨ 
       ‭  ‬ ‭/‬2‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تذوق‭ ‬الموت؛‭ ‬يقول‭ ‬تعالى: ‬‭*‬كل‭ ‬نفس‭ ‬ذائقة‭ ‬الموت‭ ‬وانما‭ ‬توفون‭ ‬اجوركم‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬فمن‭ ‬زحزح‭ ‬عن‭ ‬النار‭ ‬وادخل‭ ‬الجنة‭ ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬وما‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬الا‭ ‬متاع‭ ‬الغرور‭*‬—آل‭ ‬عمران‭ ‬١٨٥
   ‭  ‬3 ‭  / ‬أوقف‭ ‬آمر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الروح،‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬ويسئلونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬قل‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬ربي‭ ‬وما‭ ‬أوتيتم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الا‭ ‬قليلا‭*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ النفس‭ ‬وفي‭ ‬النفس‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬وفي‭ ‬أنفسكم‭ ‬افلا‭ ‬تبصرون‭* ‬—الذاريات‭ ‬٢١
       ‭  ‬4‭/‬ ‭  ‬و‭ ‬قد‭ ‬وردت‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬آيات‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭  ‬عدد‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬مرة،‭ ‬ووردت‭ ‬لفظة‭ ‬النفس‭ ‬عدد‭ ‬مأتي‭ ‬وثمانية‭ ‬وتسعون‭ ‬مرة‭ .‬
        ‭  ‬5‭/ ‬هناك‭ ‬اختلاف ‭  ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الخلق‭ ‬وتركيب‭ ‬عناصر‭ ‬الإنسان‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬و‭ ‬النفس،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى: ‬‭*‬ثم‭ ‬سواه‭ ‬و‭ ‬نفخ‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬روحه‭ ‬و‭ ‬جعل‭ ‬لكم‭ ‬السمع‭ ‬والأبصار‭ ‬و‭ ‬الافئدة‭ ‬قليلا‭ ‬ما‭ ‬تشكرون‭*‬—‭ ‬السجدة‭ ‬٩‭ ‬،‭  ‬بينما‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬النفس‭ , ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬و‭ ‬نفس‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬سواها‭ *‬فالهمها‭ ‬فجورها‭ ‬و‭ ‬تقواها‭*‬—‭ ‬الشمس٧‭-‬٨‭ ‬،‭  ‬وهناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬النفخ‭ ‬والتسوية‭.‬
       ‭  ‬6‭/ ‬دخول‭ ‬الروح،‭ ‬وحسب‭ ‬نصوص‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشان‭ ‬بأنها‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ ‬بينما‭ ‬سوف‭ ‬نجد‭ ‬دخول‭ ‬النفس‭ ‬وبالدلائل‭ ‬القاطعة‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬يكون‭ ‬دخولها‭ ‬الجسد‭ ‬عند‭ ‬لحظة‭ ‬الميلاد‭.‬ 
       ‭  ‬7‭/ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تقبض‭ ‬بواسطة‭ ‬الملك‭ ‬الموكل‭ ‬بذلك‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬النفس‭ ‬وموت‭ ‬الجسد،‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬النصوص‭ ‬الصحيحة‭ ‬الــــــواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬بينما ‭  ‬النفس‭ ‬تتوفى‭ ‬ولا‭ ‬تقبض‭ ‬وتكون‭ ‬رهينة‭ ‬للقبر‭ ‬لتنال‭ ‬العذاب‭ ‬اوالثواب‭ ‬داخل‭ ‬القبر‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬حساب‭ ‬العالمين‭.‬
       ‭  ‬8‭/ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تنال‭ ‬العذاب،‭ ‬بينما‭ ‬العذاب‭ ‬للنفس،‭ ‬و‭ ‬نفترض‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نفخة‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬و‭ ‬جل‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتعذيبها‭ ‬فهي‭ ‬منه‭ ‬و‭ ‬ستعود‭ ‬إليه‭.‬
       ‭  ‬9‭/‬يورد‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬حقيقة‭ ‬نفخ‭ ‬الروح‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬في‭ ‬القران‭ ‬او‭ ‬الأثر‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬كائنات‭ ‬حية‭ ‬أخرى‭ ‬تنفخ‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭.‬
       ‭  ‬10‭/‬ ‭  ‬هناك‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة ‭  ‬التحليلية ‭  ‬فقالت‭ ‬طائفة، ‭  ‬وهم‭ ‬آهل‭ ‬الأثر‭: ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬غير‭ ‬النفس،‭ ‬و‭ ‬النفس‭ ‬غير‭ ‬الروح،‭ ‬وقوام‭ ‬النفس‭ ‬بالروح،‭ ‬والنفس‭ ‬صورة‭ ‬العبد،‭ ‬والهوى‭ ‬والشهوة‭ ‬والبلاء‭ ‬معجون‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬عدو‭ ‬أعدى‭ ‬لأبن‭ ‬آدم‭ ‬من‭ ‬نفسه، ‭  ‬فالنفس‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬إلا‭ ‬الدنيا‭ ‬ولا‭ ‬تحب‭ ‬إلا‭ ‬إياها،‭ ‬والروح‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الآخرة‭ ‬و‭ ‬تؤثرها؛‭ ‬وجعل‭ ‬الهوى‭ ‬تبعاً‭ ‬للنفس‭ ‬والشيطان،‭ ‬تتبع‭ ‬النفس‭ ‬والهوى‭ ‬والملك‭ ‬مع‭ ‬العقل‭ ‬مع‭ ‬الروح،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬يمدهما‭ ‬بإلهامه‭ ‬و‭ ‬توفيقه‭.‬
       ‭  ‬11‭/ ‬و‭ ‬يذكر‭ ‬عن‭ ‬ جعفر‭ ‬بن‭ ‬حرب‭ ‬قوله‭ : ‬النفس‭ ‬عرض‭ ‬من‭ ‬اعرض‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الآلات‭ ‬التي‭ ‬يستعين‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬كالصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬شبههما‭ ‬و‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬موصولة‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬الجواهر‭ ‬و‭ ‬الأجسام‭.‬
       ‭  ‬12‭/ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ : ‬لا‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬لا‭ ‬بانفراده‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬النفس،‭ ‬و‭ ‬تطلق‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ ‬على‭ ‬القران‭ ‬الذي‭ ‬اوحاه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إلى‭ ‬رسوله؛ قال‭ ‬تعالى‭: ‬‭*‬و‭ ‬كذلك‭ ‬أوحينا‭ ‬إليك‭ ‬روحاً‭ ‬من‭ ‬أمرنا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬تدري‭ ‬ما‭ ‬الكتاب‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬الإيمان‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬جعلناه‭ ‬نورا‭ ‬نهدي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نشاء‭ ‬من‭ ‬عبادنا‭ ‬وإنك‭ ‬لتهدي‭ ‬الى‭ ‬صراط‭ ‬مستقيم‭*‬—الشورى‭ ‬٥٢‭ ‬، و‭ ‬على‭ ‬الوحي‭ ‬الذي‭ ‬يوحيه‭ ‬إلي‭ ‬أنبيائه‭ ‬و‭ ‬رسله،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تطلق‭ ‬لفظة‭ ‬نفس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬
       ‭  ‬13‭/ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬النصوص‭ ‬الدالة‭ ‬على ‭  ‬الروح‭ ‬والنفس،‭ ‬نستنتج‭ ‬بان‭ ‬الروح‭ ‬موضوع‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير،‭ ‬بينما‭ ‬للنفس‭ ‬صور‭ ‬وأشكال‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة،‭ ‬والنفس‭ ‬اللوامة،‭ ‬والنفس‭ ‬الأمارة‭ ‬وغيرها؛‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬قبول‭ ‬منطق‭ ‬تلفيقي‭ ‬يحدد‭ ‬بأن‭ :  ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح‭ ‬فرق‭ ‬بالصفات‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بالذات، ‭  ‬بل‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديد‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬قابلية‭ ‬البحث‭ ‬والتمحيص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬البحث‭ ‬فيها‭ ‬او‭ ‬ما‭ ‬ورائها‭ .‬
       ‭  ‬14‭/ ‬لا‭ ‬يحسن‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬استعمال‭ ‬لفظة‭ ‬روح‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬لفظة‭ ‬نفس‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام:‬ ‭*‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬أأنت‭ ‬قلت‭ ‬للناس‭ ‬اتخذوني‭ ‬وامي‭ ‬الهين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬قال‭ ‬سبحانك‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لى‭ ‬ان‭ ‬اقول‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬بحق‭ ‬ان‭ ‬قلته‭ ‬فقد‭ ‬علمته‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬اعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬انك‭ ‬انت‭ ‬علام‭ ‬الغيوب‭*‬—‭ ‬المائدة‭   ‬١١٦‭ ‬،‭ ‬ولو‭ ‬صح‭ ‬استعمال‭ ‬كلا‭ ‬اللفظين‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مكان‭ ‬الأخر‭ ‬لصح‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ : ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬روحي‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬اعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬روحك،‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬اللفظين‭ ‬يؤديان‭ ‬معنى‭ ‬واحدا‭.‬
       ‭  ‬15‭ / ‬ان‭ ‬الشهوة‭ ‬واللهو‭ ‬والمتع‭ ‬والملذات‭ ‬أمور‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالنفس‭ ‬البشرية،‭ ‬ومن‭ ‬الدلائل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬نحن‭ ‬اولياؤكم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬وفي‭ ‬الآخرة‭ ‬و‭ ‬لكم‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬تشتهي‭ ‬انفسكم‭ ‬ولكم‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬تدعون‭*‬—فصلت‭ ‬٣١‭ ‬،‭ ‬كذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: *‬ان‭ ‬هي‭ ‬الا‭ ‬أسماء‭ ‬سميتموها‭ ‬أنتم‭ ‬و‭ ‬آباؤكم‭ ‬ما‭ ‬انزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬إن‭ ‬يتبعون‭ ‬إلا‭ ‬الظن‭ ‬وما‭ ‬تهوى‭ ‬الانفس‭ ‬ولقد‭ ‬جاءهم‭ ‬من‭ ‬ربهم‭ ‬الهدى‭*‬—النجم‭ ‬٢٣‭ ‬؛‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬ما‭ ‬يفيدنا‭ ‬بان‭ ‬للروح‭ ‬علاقة‭ ‬بالهوى‭ ‬والشهوات‭.‬
وعليه‭ ‬ومن‭ ‬خــلال‭ ‬ما‭ ‬ذكــــــــرناه‭ ‬سابقا،‭ ‬نفيــــــــد‭ ‬بان‭ ‬هنـاك‭ ‬فرقاً‭ ‬بين‭ ‬الــــــروح‭ ‬والنـفــــــــس‭ ‬ً،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬نرى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬توضيحات‭ ‬متصلة‭ ‬بهذه‭ ‬المسألة،‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬عدم‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬وموضوع‭ ‬النفس ‭  ‬يوقع‭ ‬المفكرين‭ ‬في‭ ‬محظور‭ ‬بين ‭  ‬رغبتهم‭ ‬الأكيدة‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬كنه‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬لازالت‭ ‬تحير‭ ‬ذهن‭ ‬الإنسان‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬الأمر‭ ‬القطعي‭ ‬بعدم‭ ‬بحث‭ ‬مسألة‭ ‬الروح،‭ ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬و‭ ‬يسألونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬قل‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬امر‭ ‬ربي‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬اوتيتم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الا‭ ‬قليلا‭*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬‭.‬
فجاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭: ‬مفصل‭ ‬الإنسان‭ ‬روح‭ ‬لا‭ ‬جسد‭ ‬للدكتور‭ ‬رؤوف‭ ‬عبيد‭ : ‬وحتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتذرعون‭ ‬بالآية‭ ‬الكريمة : ‬‭*‬ويسألونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭...*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬،‭ ‬يخونهم‭ ‬التوفيق،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يمتنع‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬الروحيين‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تأتمر‭ ‬بأمره،‭ ‬بل‭ ‬الكل‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تأتمر‭ ‬بأمر‭ ‬الله‭ ‬وحده،‭ ‬والظواهر‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬للتحقيق‭ ‬ظواهر‭ ‬تلقائية‭ ‬Spontaneous،‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬ان‭ ‬له‭ ‬سلطاناً‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬سلطان‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬او‭ ‬الطاقة‭ ‬مثلاًب؛‭ ‬وبالضبط‭ ‬يمكن‭ ‬الرد‭ ‬بان‭ ‬الظواهر‭ ‬طالما‭ ‬هي‭ ‬تلقائية‭ ‬فلا‭ ‬ضرورة‭ ‬لدراستها‭ ‬بيد‭ ‬ان‭ ‬التلقائية‭ ‬تنفي‭ ‬قدرة‭ ‬الإثبات‭ ‬فلا‭ ‬ضرورة‭ ‬لبحث‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬أساسا‭ , ‬بالإضافة‭ ‬ألي‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يورده‭ ‬الرأي‭ ‬السابق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬قول‭ ‬توفيقي‭ ‬بين‭ ‬رغبة‭ ‬البحث‭ ‬المشروعة‭ ‬وموضوع‭ ‬البحث‭ ‬الغير‭ ‬المشروع،‭ ‬ونقول ‭  ‬ان‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬بحث‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬ولان‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬أمره‭ ‬ولان‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬بحثها‭ ‬كمسالة‭ ‬علمية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬وبين‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬كما‭ ‬سنوضح‭ ‬لاحقاً‭.‬
     ‭  ‬ويقيناً‭ ‬وعمـــــــلاً‭ ‬بما‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬الله‭ ‬عز ‭  ‬وجل‭ ‬عن‭ ‬وجوب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬البشـرية،‭ ‬حيث‭ ‬قال ‭  ‬تعالى: ‬‭*‬وفي‭ ‬أنفسكم‭ ‬افلا‭ ‬تبصرون‭*‬—الذاريات‭ ‬٢١‭ ‬، ونرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحث‭ ‬الإلهي‭ ‬طريقاً‭ ‬نحو‭ ‬معرفة‭ ‬حقيقية‭ ‬بحقيقة‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬وليتسنى‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬خصائصها‭ ‬وطرق‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬الأطر‭ ‬السلوكية‭ ‬والصحية‭ ‬اكتشاف‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬و‭ ‬جل‭ ‬وإبداعه‭ ‬في‭ ‬خلقه‭ ‬للمركب‭ ‬الإنساني‭.‬
       ‭  ‬                         د‭. ‬حسن‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ 

المغناطيسية والنفسية
Spiritisme et magnétisme

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬اليوم‭ ‬يفند‭ ‬ما‭ ‬تمثله‭ ‬المغناطيسية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬علمي‭ ‬حري‭ ‬بالدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬الجدي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الشعوذة‭.
فعلم‭ ‬التنويم‭ ‬المغناطيسي‭ ‬مكن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاكتشافات‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬ومعرفة‭ ‬باطن‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬ومكنون‭ ‬لاشعورها‭ ‬مما‭ ‬قدم‭ ‬الخدمات‭ ‬الجليلة‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬المعرفي‭ ‬للذات‭ ‬البشرية‭.   ‬
ولعل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬سيكون‭ ‬فيه‭ ‬النفع‭ ‬الكثير‭ ‬للبشرية‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬القدرات‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬للإنسان‭ ‬فكره‭ ‬والتوصل‭ ‬للتصرف‭ ‬به‭ ‬وصقله‭ ‬بالإرادة‭ ‬والعزيمة‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬أحسن‭ ‬مؤثر‭ ‬على‭ ‬التيارت‭ ‬الجوية‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬وعلى‭ ‬الذبذبات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭  ‬البشرية‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬الكثير‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نعانيه‭ ‬من‭  ‬أعراض‭ ‬مرضية‭.   ‬
وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬مقتطفات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ : ‬بعد‭ ‬الموت‭ ‬لصاحبه‭ ‬ليون‭ ‬ديني،‭ ‬داعية‭ ‬النفسية‭ ‬الأعظم‭.
فرحات عثمان
Le magnétisme, étudié et pratiqué en secret à toutes les époques de l'histoire, s'est vulgarisé surtout depuis la fin du XVIII° siècle. Les académies savantes le tiennent encore en suspicion, et c'est sous le nom d'hypnotisme que les maîtres de la science ont bien voulu le découvrir un siècle après son apparition. 
« L'hypnotisme, a dit M. de Rochas, jusqu'ici seul étudié officiellement, n'est que le vestibule d'un vaste et merveilleux édifice déjà exploré, en grande partie, par les anciens magnétiseurs. » (Les États profonds de l'hypnose, par le colonel de Rochas d'Aiglun, p. 75).
« L'hypnotisme, disait-il, (docteur Charcot,) est un monde dans lequel on rencontre, à côté de faits palpables, matériels, grossiers, côtoyant toujours la physiologie, des faits absolument extraordinaires, inexplicables jusqu'ici, ne répondant à aucune loi physiologique et tout à fait étranges et surprenants. Je m'attache aux premiers et laisse de côté les seconds. »

D'autres sujets voient dans l'intérieur du corps humain, discernent ses maux et leurs causes, lisent la pensée dans le cerveau, pénètrent, sans le concours des sens, dans les domaines les plus cachés et jusqu'au seuil d'un autre monde. Ils scrutent les mystères de la vie fluidique, entrent en rapport avec les êtres invisibles dont nous avons parlé, nous transmettent leurs avis, leurs enseignements. Nous reviendrons plus loin sur ce dernier point ; mais, dès maintenant, nous pouvons considérer comme établi le fait qui découle des expériences de Puységur, Deleuze, du Potet et de leurs innombrables disciples : le sommeil magnétique, en immobilisant le corps, en annihilant les sens, rend l'être psychique à la liberté, centuple ses moyens intimes de perception, le fait entrer dans un monde fermé aux êtres corporels. « Il voit (le sujet) vibrer les cellules cérébrales sous l'influence de la pensée, et il les compare à des étoiles qui se dilatent et se contractent successivement. » (Les États profonds de l'hypnose, par le colonel de Rochas, ex- administrateur de l'École polytechnique.) 
Depuis lors, le professeur Th. Flournoy, de l'Université de Genève, écrivait : « Il suffit de feuilleter la littérature médicale la plus récente pour y trouver, sous la plume d'auteurs fort peu suspects de mysticisme, des exemples de vue interne. D'une part, des psychiatres français viennent de publier quelques cas d'aliénés ayant présenté, peu de jours avant leur fin, une amélioration aussi subite qu'inexplicable, en même temps que le pressentiment de leur mort prochaine. D'autre part, le fait de somnambules ayant la claire vision de leurs viscères, parfois jusque dans leur structure intime ; ce fait vient pour la première fois de franchir l'enceinte de la science sous le nom d'autoscopie interne ou auto-représentation de l'organisme ; et, par une amusante ironie du sort, les parrains de ce nouveau venu se trouvent être les tenants d'une école qui prétend rejeter toute explication psychologique de ces faits. » (Archives de Psychologie, août 1903.) 
La science du magnétisme met l'homme en possession de merveilleuses ressources. L'action des fluides sur le corps humain est immense ; leurs propriétés sont multiples, variées. Des faits nombreux ont prouvé qu'avec leur aide on peut soulager les souffrances les plus cruelles. Les grands missionnaires ne guérissaient-ils pas par l'imposition des mains ? Là est tout le secret de leurs prétendus miracles. Les fluides, obéissant à une puissante volonté, à un ardent désir de faire le bien, pénètrent tous les organismes débiles et ramènent graduellement la vigueur chez les faibles, la santé chez les malades. 
On peut objecter qu'une légion de charlatans abuse, pour l'exploiter, de la crédulité et de l'ignorance du public, en se targuant d'un pouvoir magnétique imaginaire. Ces faits attristants sont la conséquence inévitable de l'état d'infériorité morale de l'humanité. Une chose nous en console : la certitude qu'il n'est pas d'homme animé d'une sympathie profonde pour les déshérites, d'un véritable amour pour ceux qui souffrent, qui ne puisse soulager ses semblables par une pratique sincère et éclairée du magnétisme. 

Oui, la volonté exercée dans le sens du bien et conformément aux lois éternelles peut réaliser de grandes choses. Elle peut aussi beaucoup pour le mal. Nos mauvaises pensées, nos désirs impurs, nos actions coupables corrompent les fluides qui nous entourent, et le contact de ceux-ci va jeter le malaise et produire des impressions malfaisantes chez ceux qui nous approchent, car tout organisme subit l'influence des fluides ambiants. De même, des sentiments généreux, des pensées d'amour, de chaleureuses exhortations, vont pénétrer les êtres qui nous environnent, les soutenir, les vivifier. Ainsi s'expliquent l'empire, exercé sur les foules par les grands missionnaires et les âmes d'élite, et l'influence contraire des méchants, que nous pouvons toujours conjurer, il est vrai, par une résistance énergique de notre volonté. Nous nous appliquerons dès maintenant à développer nos ressources latentes, à agir par leur moyen sur les fluides répandus dans l'espace, de façon à les épurer, à les transformer pour le bien de tous, à créer autour de nous une atmosphère limpide et pure, inaccessible aux effluves viciés. 
La pensée, utilisée comme force magnétique, pourrait réparer bien des désordres, atténuer bien des maux. En procédant par des volitions continues, en projetant résolument et fréquemment notre volonté vers les êtres malheureux, les malades, les pervers, les égarés, nous pourrions consoler, convaincre, soulager, guérir. Par cet exercice, on obtiendrait non seulement des résultats inespérés pour l'amélioration de l'espèce, mais on donnerait à la pensée une acuité, une force de pénétration incalculables. Grâce à une combinaison intime des bons fluides, puisés dans le réservoir sans bornes de la nature, et avec l'assistance des esprits invisibles, on peut rétablir la santé compromise, rendre l'espoir et l'énergie aux désespérés. On peut même, par une impulsion régulière, persévérante de la volonté, agir à distance sur les incrédules, les sceptiques, les méchants, ébranler leur obstination, atténuer leur haine, faire pénétrer un rayon de la vérité dans l'entendement des plus hostiles. C'est là une forme ignorée de la suggestion mentale, de cette puissance redoutable dont on se sert à tort et à travers, et qui, utilisée dans le sens du bien, transformerait l'état moral des sociétés. 

Ainsi que la goutte d'eau creuse lentement la pierre la plus dure, une pensée incessante et généreuse finit par s'insinuer dans l'esprit le plus réfractaire. Si la volonté isolée peut beaucoup pour le bien général, que ne pourrait-on espérer d'une association de pensées élevées, d'un groupement de toutes les volontés libres? 

Léon Denis : 
Après la mort

النفس و الجن في القرآن Esprit et djinn dans le Coran


يعد‭ ‬مصنف‭ : ‬المفردات‭ ‬في‭ ‬غريب‭ ‬القرآن‭ ‬للراغب‭ ‬الأصفهاني‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القواميس‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬مفردات‭ ‬القرآن‭ ‬وتحديد‭ ‬معانيها. ‬ومما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬النفس‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ :
النفْس‭ : ‬الروح‭... ‬والمنافسة‭ : ‬مجاهدة‭ ‬النفس‭ ‬للتشبه‭ ‬بالأفاضل‭ ‬واللُحوق‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬إدخال‭ ‬ضرر‭ ‬على‭ ‬غيره‭... ‬والنفَس‭ : ‬الريح‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬في‭ ‬البدن‭ ‬من‭ ‬الفم‭ ‬والمنخر‭ ‬وهو‭ ‬كالغذاء‭ ‬للنفس‭ ‬وبانقطاعه‭ ‬بطلانها‭...
ويقول‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭ ‬في‭ ‬الروح‭ : 
الرَوْح‭ ‬والرُوح‭ : ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬واحد،‭ ‬و‭ ‬جعل‭ ‬الرُوح‭ ‬اسما‭ ‬للنَفَس‭... ‬وذلك‭ ‬لكون‭ ‬النفَس‭ ‬بعض‭ ‬الروح‭ ‬كتسمية‭ ‬النوع‭ ‬باسم‭ ‬الجنس‭ ‬نحو‭ ‬تسمية‭ ‬الانسان‭ ‬بالحيوان،‭ ‬و‭ ‬جعل‭ ‬اسما‭ ‬للجزء‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬تحصل‭ ‬الحياة‭ ‬والتحرّك‭ ‬واستجلاب‭ ‬المنافع‭ ‬و‭ ‬استدفاع‭ ‬المضار‭...
أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الجن،‭ ‬فيقول‭ ‬صاحب‭ ‬المفردات‭ :       ‬
والجن‭ ‬يقال‭ ‬على‭ ‬وجهين‭ : ‬أحدهما‭ ‬للروحانيين‭ ‬المستترة‭ ‬عن‭ ‬الحواس‭ ‬كلها‭ ‬بإزاء‭ ‬الآنس،‭ ‬فعلى‭ ‬هذا‭ ‬تدخل‭ ‬فيه‭ ‬الملائكة‭ ‬والشياطين؛‭ ‬فكل‭ ‬ملائكة‭ ‬جن‭  ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬جن‭ ‬ملائكة؛‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬صالح‭ : ‬الملائكة‭ ‬كلها‭ ‬جن‭. ‬و‭ ‬قيل‭ : ‬بل‭ ‬الجن‭ ‬بعض‭ ‬الروحانيين‭ ‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬الروحانيين‭ ‬ثلاثة‭ : ‬أخيار‭ ‬هم‭ ‬الملائكة‭ ‬وأشرار‭ ‬وهم‭ ‬الشياطين‭ ‬وأوساط‭ ‬فيهم‭ ‬أخيار‭ ‬وأشرار‭ ‬وهم‭ ‬الجن‭.
‭   ‬فرحات عثمان

L'exégèse du Coran a donné lieu à nombre d'ouvrages d'importance dont celui d'AlRaghib AlAsfahani intitulé : "Vocabulaire des subtilités du Coran" est parmi les plus réputés.  
Sur les termes Esprit et Âme, on y lit que l'Esprit est l'Âme. C'est aussi le souffle qui donne vie à l'âme et sans lequel il n'y a point de vie. 
Le terme Âme est donné pour synonyme d'Esprit par cette forme d'éloquence arabe appelant l'ensemble par le nom de l'une de ses parties comme d'appeler le genre par celui de l'espèce, tel que de qualifier  d'animal l'être humain. 
Estimé comme une part de l'âme, l'Esprit constitue celle par laquelle se fait la vie, le mouvement et tout ce qui permet de préserver l'existence humaine.   
Dans cet ouvrage, sur le terme de Djinn — qui est le strict synonyme de Génie et est habituellement employé pour traduire sans raison le terme arabe — on lit aussi qu'il est employé de deux façons : l'une pour les êtres invisibles par rapport aux humains comprenant ainsi les anges et les diables ou les démons; et l'autre pour une partie seulement des êtres invisibles lesquels comprennent alors dans leur ensemble trois catégories : les génies bienfaisants que sont les anges, les mauvais génies que sont les démons ou les diables et enfin une catégorie de génies comprenant les bienfaisants et les mauvais et qui sont les génies à proprement parler.   
F. OTHMAN

L'Esprit protecteur النفس الحفيظة


Le spiritisme croit que chaque âme possède son propre esprit protecteur, soit un esprit ami ou familier qui est appelé à le conseiller et à le protéger dans la mesure où il est écouté.
En effet, le principe de base du spiritisme étant la liberté des esprits, il n'est pas donné à l'esprit protecteur de faire plus que de suggérer et de conseiller, jamais d'imposer ou de forcer à quoi que ce soit.
Aussi, un esprit peut être malheureux, avoir des problèmes et aller de déboire en déboire malgré les conseils et la protection de son esprit protecteur et cela parce qu'il ne l'écoute pas ou pas assez ou encore parce qu'il n'est même pas conscient de son existence ou de sa présence auprès de lui.
Car les esprits nous entourent et sont partout même si on ne les voit pas; les plus sensitifs d'entre nous peuvent cependant sentir leur présence comme la sentent les animaux.
Ce qu'on appelle la voix intérieure ou encore être à l'écoute de soi, c'est en fait la voix de notre esprit protecteur. Et à force de nous exercer à l'écouter, on finit par mieux le connaître et mieux vivre sa condition d'esprit. 
Il faut, en effet, ne pas confondre notre condition d'esprit et notre condition humaine, la première pouvant, pour être réussie, supposer que la seconde échoue et le succès de la seconde équivalant parfois à un échec sur le plan de l'évolution de la première. 
Nous y reviendrons.   
F. OTHMAN
      تعتقد النفسية في وجود نفس لامتجسدة مهمتها العناية بمصلحة كل نفس متجسدة و ذلك بالعمل على إرشادها و توجيهها دون إلزامها بذلك البتة إذ تبقى حرية النفس هي الأساس، فإمكانها الإصغاء لما يأتيها من نصائح من طرف النفس الحفيظة كما يمكن لها عدم الالتفات لما تقوله تلك النفس و الإصغاء لغيرها من الأنفس التي تحيط بها والتي لا تريد لها بالضرورة الخير.   
  فالأنفس اللامتجسدة، خيّرها و شرّيرها، متواجدة طول الوقت حول النفس المتجسدة و لا تتردد في العمل على التأثير عليها أو حتى على الإضرار بها إذا كانت تضمر لها عداوة نتجت عن تجربة حياتية سابقة.  
و لا شك أن الشعور بوجود هذه الأنفس حواليها يستدعي الكثير من الحساسية من طرف النفس المتجسدة و يتأتى لها ذلك بالعمل المتواصل على إرهاف حسها حتى تصل على الأقل إلى أن توازي ما لبعض الحيوانات من القدرة على التفطن لهذا الوجود اللامنظور.
و الشأن نفسه بالنسبة لما تسره النفس الحفيظة؛ و يصلنا عادة على هيأة ذلك الصوت الداخلى الذي نتنصت إليه أحيانا عندما نرهف السمع إلى ما يعتمل داخلنا.
  و لعله من المفيد الإشارة إلى أن ما يصلح للنفس المتجسدة في حياتها الآنية لا يتناسب بالضرورة مع ما يقتضيه علوها و تجربتها الحياتية السابقة؛ لذا يمكن للنفس الطامحة لإنجاح مسارها الذي يتجاوز حدود حياتها البشرية الأخيرة أن تعمل على ما هو من شأنه إفشاله، و تكون نصائح النفس الحفيظة في ذلك المقتضى. 
و لا غرابة في ذلك و لو لم يكن بالضرورة مفهوما من زاوية ضروريات الحياة الآنية؛ ففشل الروح المتجسدة في هذه الحياة يمكن أن يكون من باب النجاح في حياة النفس المستديمة، و ذلك كأن تعمل النفس على أن تعيش تجربة حياة تقشف و فقر لما يتوجب عليها من التكفير عن حياة سابقة طغت عليها الثروة و التمتع الفاحش بها دون إفادة الغير منها و تزكيتها؛ فيكون بذلك إفشال حياتها البشرية نجاحا لها على مستوى التطور و الرقي الذي تصبو إليه نفسها اللامتجسدة المستديمة عبر الزمان و المكان. 
و لنا عودة للحديث عن ذلك.               
فرحات عثمان

La destinée de l'âme après la mort مصير الروح بعد الموت

L'âme étant immortelle, elle survit à la mort du corps physique; aussi, la mort n'est que la sortie de l'âme (ou l'esprit) du corps et du plan humains dans lequel il évolue vers le plan des esprits et des âmes désincarnées.
La mort n'est donc pas une fin et n'est même pas dramatique pour l'âme qui quitte son corps; elle marque les retrouvailles de l'âme avec sa totale liberté et la reconstitution de son unité en retrouvant le souvenir de ses vies passées et en mesurant le chemin  parcouru sur l'échelle de son évolution vers l'état de pur esprit dégagé des imperfections de la matière.
En retrouvant, dans le plan des esprits, son identité, qui court à travers les âges, l'âme voit mieux sa destinée et est en mesure de mesurer, si elle a atteint un degré suffisant de lucidité, ce qu'il lui reste à faire pour progresser encore aussi bien avec les esprits qu'auprès des âmes incarnées.
Si elle a atteint un degré élevé, l'âme peut, sur le plan désincarné, participer à des missions particulières pour l'intérêt général.
F. OTHMAN       
لا تعتبر الموت نهاية الحياة عند النفسي، بل هي تحرر من قيود المادة للعودة لحياة النفس الأصلية، و هي حياتها كروح مستقلة عن البدن البشري. و بذلك فليست نهاية الحياة البشرية مأساة للنفس، بل هي بداية حياة أرقى و أفضل أو، بصفة أدق، عودة إلى طبيعتها الأولى و حريتها درن قيود المادة.
فالنفس عندما تتحرر من الجسد بالموت تعود إلى حريتها الأصلية و تتذكر ماضيها الذي عاشتها في مختلف حياتها السابقة فترى مدى تقدمها و رقيها لبلوغ مستوى النفس السامية و هي مطمح كل نفس إذ الحياة البشرية ما هي إلا فرصة لتطوير النفس و تزكيتها من أدران المادة.
و لا تتجسد النفس إلا لأجل مواصلة هذا العلو و العمل على التخلص من الشوائب التي لحقتها من تجارب سابقة أو للتكفير عن ذنوب ارتكبتها في حياة أخرى.
أما النفس التي تتطور و ترتقي في حياتها إلى درجة عالية في سلك الأنفس فهي لا تتجسد إلا نادرا بل تبقى على مستوى الأرواح و تتكلف هناك بمهمات لأجل الصالح العام.
فرحات عثمان  

Terminologie de base : المصطلحات الأساسية


Tables Tournantes et Typtologie
   الطاولات الدائرة و التخاطب ضربا

Le spiritisme moderne a été rendu célèbre par les phénomènes de typtologie et des Tables Tournantes. Les premières manifestations de ce genre ayant eu lieu aux États-Unis avant de se propager de par tout le monde occidental au point de constituer pendant un certain temps un véritable phénomène de société, les pratiques spirites devenant à la mode; ce qui donna lieu à nombre de supercheries.
Heureusement, il n'y avait pas que les curieux pour s'intéresser aux phénomènes spirites et des scientifiques sérieux se penchèrent aussi le plus sérieusement du monde sur la question.
La Typtologie désigne tout phénomène de contact avec les esprits se manifestant par des coups frappés. Les Tables Tournantes constituaient en la réunion d'un groupe réduit de personnes autour d'une table qui, animée de mouvements et grâce à un code de communication utilisant des lettres de l'alphabet, permettait l'interprétation des messages provenant des esprits.

F. OTHMAN
لا شك أن النفسية لم تعرف حديثا إذ يترامى تاريخها إلى أقدم الأزمن التاريخية للبشرية و عرفت عند الفلاسفة ورجال الدين و ميزتها العديد من التظاهرات.
إلا أن النفسية الحديثة ظهرت بخاصة و اشتهرت بواسطة ما سمي بالتخاطب ضربا و بالطاولات الدائرة. هذا و قد تقادمت مثل هذه الوسائل و لم يعد له من الشأن الكبير البتة عند  متعاطي النفسية اليو م.   
أما الطاولات الدائرة فعبارة عن طاولة مستديرة يجلي حولها نفر و يقع التخاطب بواسطة حركات الطاولة التي تشير بذلك باستعمال الحروف الأبجدية كرمر لكل حركة إلى مغزى خطاب النفس و رسالتها.
أما التخاطب ضربا فيعتمد نفس المبدأ بإعطاء مغزى لكل ضربة تحدثها النفس و لكن دون استعمال للطاولة، إذ يكون الضرب على الحائط مثلا.

فرحات عثمان

Terminologie de base : Trouble spirite
المصطلحات الأساسية : التكدر النفسي

On considère qu'après la mort, soit la sortie du corps périssable de l'esprit qui est appelé à survivre, ce dernier connaît un moment plus ou moins long où il n'est pas encore en possession de tous ses moyens, c'est le trouble spirite. 
C'est une période nécessaire pour assurer la transition entre la condition de l'esprit prisonnier dans les limites du corps physique et sa nouvelle vie de liberté et de facultés illimitées. 
Cette étape transitoire peut être longue et même très longue si l'esprit était par trop dominé par la matière durant l'incarnation. Par contre, elle est de très courte durée si l'esprit était déjà maître de la matière physique qui l'enserrait. C'est le cas d'un spirite, par exemple, mais aussi d'une personne de bien mue par de nobles idéaux, attirée par les bonnes oeuvres.

F. OTHMAN
عندما تتحرر النفس من قيود المادة التي تحتويها، و ذلك بعد الموت، لا تستعيد بصفة تلقائية إمكاناتها الواسعة كنفس إذ تعتريها حالة من الذهول تسمى التكدر النفسي؛ و هي حالة قد تطول و قد تقصر.
و مما لا شك فيه أن طول هذا التكدر مرتبط بمدى طغيان المادة على النفس أثناء حياتها المتجسدة، في حين أن العكس يؤدي حتما إلى قصر مدتها و ذلك في حال تمكن النفس من الحد من هيمنة الغرائز البشرية عليها كأن يكون صاحبها متفتحا على النظرية النفسية أو مما يتعاطى عمل الخير و التعلق بالمباديء السامية.  

فرحات عثمان

Le monde des esprits عالم الأنفس


Si l'esprit hors de son corps physique dispose de capacités supérieures sans commune mesure avec les capacités limitées des essprits incarnés du fait de leur limitation par le corps physique et la condition humaine, nécessairement imparfaits, il n'est pas pour autant dans son milieu invisible un être disposant de tous les pouvoirs, une sorte de génie capable de tout faire surtout relevant des choses extraordinaires comme le veut l'imaginaire populaire. 
L'esprit est en effet, dans le monde invisible soumis à des règles et des contraintes; il ne peut pas tout ni n'est en mesure de tout vouloir; car son monde, tout comme le nôtre, obéit à des principes et des règles, même si elles sont différentes des nôtres aussi bien dans leur principe et essence que dans leur forme et manifestation. 
De plus, l'esprit désincarné emporte avec lui dans son monde la somme de ses acquis et de ses déficits; aussi, si c'est un esprit qui a accumulé les actions de bien et s'est élevé dans la hiérarchie des bonnes oeuvres, il fera partie des esprits supérieurs et sera doté de capacités qui ne seront pas à la disposition d'esprits inférieurs ou carrément mauvais, ceux qui se désincarnent en ayant accumulé dans leurs vies successives les mauvaises oeuvres.
Aussi, comme les vivants sont plongés dans un monde parallèle peuplé d'esprits invisibles, ils se retrouvent donc entourés autant de bons esprits, des esprits amis ou familiers et de bon conseil que d'esprits peu amènes, des esprits follets au mieux et mauvais au pire pouvant leur vouloir du mal autant que les premiers leurs voudront du bien. On peut dire que ces esprits mauvais relèvent de ce que les religions appellent les démons, soit Satan, le diable et autres entités néfastes pour la race humaine.

F. OTHMAN
ليس عالم الأنفس كما يعتقده البعض بمختلف تماما عن عالم البشر من حيث وجود الخير و الشر به. فهو عالم له قواعده و أسسسه التي تقنن حياة الأنفس به و تقيد تصرفاتها، هذا و إن كانت إمكانيات النفس هناك أعلى مما هي عليه داخل الجسد.
فلا غرو أن النفس بعالمها اللامنظور، أيا كانت درجة علوها، تتمتع بقدرات هائلة بالنسبة لتلك التي هي معروفة لدى الأرواح المتجسدة؛ و بالرغم من ذلك فهي ليست قادرة على ما نسميها بالمعجزات و لا يمكن لها أن تتعاطى إلا ما هو مسموح لها به على قدر مكاسبها و علوها في سلم الخصال الحميدة.        
هذا و لا شك أن الفرق كبير بين نفس علت و تسامت في سلك القيم نظرا لتصرفاتها في الحياة الدنيا و النفس التي علقت بأدران المادة لأجل تصرفات سيئة تجاهلت المباديء الأخلاقية السامية؛ فلا حظ لها لأجل هذه النقائص مما هو متاح للأنفس الأولي و مسموح لها به.
و بالتالي، فالبشر معرّضون للتأثر في عالمهم المتجسد لعمل الأنفس الخيرة و الشريرة نظرا لما هم عليه من التحاكك و الإلتصاق بالأنفس غير المنظورة التي تحيط بهم من كل جانب في  عالمهم هذا الموازي لعالم البشر.

فرحات عثمان

Vision spirite de la vie نظرة النفسي للحياة


Croyant dans la nécessité d'élévation continue de l'esprit à travers les réincarnations multiples appelées à donner à l'esprit incarné autant de chances de prendre conscience de ses déficits et d'agir pour en apurer les déficits, le spirite apprend à regarder la vie autrement que s'il avait à la vivre sans les enseignements du spiritisme.
Il saura surtout la nécessité de lier ce qui lui arrive dans cette vie et ce qu'il doit y vivre à ce qu'il a déjà vécu par le passé afin de s'acquitter de dettes à l'égard d'autres esprits ou de renforcer des aptitudes en lui développées dans une autre vie et qu'il se doit de confirmer et, tout simplement, de ne pas avoir à défaire en cette vie ce qu'il aurait mis du temps À mettre en place dans des vies précédentes. 
Le spirite aura ainsi une philosophie de vie pleine d'équilibre lui permettant, par exemple, de mieux accepter un sort contraire et même de l'appeler de ses voeux si tel sort est le moyen idéal pour s'acquitter d'un déficit passé fait d'abus ou d'excès. Ainsi, si le pauvre réalise que sa condition humble est le pendant d'une vie passée de richesses égoïstes et d'abus de privilèges sans le moindre souci pour les gens humbles alentour acceptera mieux sa condition nouvelle, de même que l'écrivain de talent ne réussissant pas à faire carrière, à voir aboutir ses créations comprendrait mieux ce qui lui arrive s'il réalise avoir été un jour un homme de lettres talentueux n'ayant jamais daigné encourager les talents obscurs, profitant même éhontément d'eux et de leurs créations qu'ils n'hésitaient pas à se faire siennes.
F. OTHMAN
نظرة النفسي للحياة نظرة كلها استقامة و اتزان لما له من  القدرة على فهم مغزى ما يعيشه في حياته الآنية بربطها بأطوار حياته السابقة و معرفة أسباب ذلك بالرجوع إلى ذلك الماضي سواء كان قريبا أو سحيقا. 
فهو يدرك أن ما يعيشه الفرد في حياته الحاضرة من خير أو شر ليس هو إلا نتيجة لأعماله السابقة؛ فالثري الذي عاث فسادا دون مراعاة لحالة الفقراء حوله و دون مد المساعدة لهم في حياة سبقت، يدرك اليوم في حياة أخرى  و هو في حالة فقر مدقع — إذا كان يعتقد بالنفسية — أن ذلك نتيجة ضرورية لما عاشه من قبل و مصيرا حتميا لإصلاح نفسيته و ترقيع الأضرار التي كان سببا فيها حتى يتمكن من مواصلة التطور على سلم العلو بالنفس إلى الأعلى.
و نفس الشيء يقال في الأديب البارع أيضا الذي لا يرى له حظا في عالم الأدب رغم قيمة انتاجه، فيفهم — لكونه نفسيا — أن ذلك مما جنته عليه يداه بما اقترفت سابقا من تجاوزات في حق أدباء مغمورين و امتهان لحقوقهم و انتهاكه لها، مثلا.
و هكذا دواليك من الأمثلة، حيث لا نجد حالة إحباط أو تعاسة في حياة معينة إلا لمقابلة حياة أخرى كانت من النجاح و المسرات بمكان و لكن أهدرت تلك الحسنات بعدم تقاسمها مع الآخرين و عدم الانتفاع بها حسب ما تقتصيه الأخلاق و واجباتنا تجاه الآخرين من إخواننا البشر.             
فرحات عثمان