Pas à pas... خطوة بخطوة

بحوث في النَفَسِيّة

إنسياق متموضع

Recherches Spirites


Dérive situationniste


« Naître, mourir, renaître encore et progresser sans cesse, telle est la loi »

« ولادة ثم ممات ثم ولادة مجددا مرة بعد أخرى، فتطور دون هوادة؛ تلك هي سنة الحياة !»

De l'âme à l'Esprit من الروح إلى النفس

خلافا لما يذهب إليه البعض، من باب التعريب الحرفي، من ترجمة Spiritisme إلى الأرواحية، فإني أعتقد أن أفضل ترجمة لهذه الكلمة هي ما ارتأيت وكما أبينه في هذه المدونة؛ فالترجمة الأفضل لكلمة Esprit هي النفس، بينما تبقى الروح مرادفة لكلمة Âme؛ وبذلك يكون التعريب الآصح لكلمة Spiritisme هو : النفسية، بتحريك النون والفاء.

L'Esprit en islam (2) الروح في الإسلام

في العمل بوصية الميت كما طالبت به روحه في حلم
مقتطف من كتاب 
الروح
في الكلام على على أرواح الأموات والأحياء
 بالدلائل من الكتاب والسنة
والآثار وأقوال العلماء 
لمؤلفه
محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله 
المعروف بابن قيم الجوزية
المسألة الأولى : وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟
وصح عن حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب أن الصعب بن جثامة وعوف ابن مالك كانا متآخيين. قال صعب لعوف : أي أخى، أينا مات قبل صاحبه فليتراءا له! قال : أو يكون ذلك؟ قال : نعم.
فمات صعب، فرآه عوف فيما يرى النائم كأنه قد اتاه. قال : قلت : أى، أخى؟ قال : نعم. قلت : ما فُعل بكم؟ قال : غُفر لنا بعد المصائب. قال : ورأيت لمعة سوداء في عنقه، قلت : أي أخى، ما هذا؟ قال : عشرة دنانير استسلفتها من فلان اليهودي فهن في قرني، فأعطوه إياها! وأعلم أن، أي أخي، انه لم يحدث في أهلى حدث بعد موتى إلا قد لحق بى خبره حتى هرة لنا ماتت منذ أيام؛ واعلم أن بنتى تموت إلى ستة أيام، فأستوصوا بها معروفا.
فلما أصبحت، قلت : إن في هذا لمعلما. فأتيت أهله، فقالوا : مرحبا بعوف، أهكذا تصنعون بتركة إخوانكم، لم تقربنا منذ مات صعب؟ قال : فأتيت، فأعتللت بما يعتل به الناس. فنظرت إلى القرن، فأنزلته فأنتثلت ما فيه، فوجدت الصرة التي فيها الدنانير، فبعثت بها إلى اليهودي، فقلت : هل كان لك على صعب شيء؟ قال : رحم الله صعبا، كان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هي له! قلت : لتخبرني! قال : نعم، اسلفته عشرة دنانير فنبذتها إليه.
قال :  هى والله بأعيانها! قال : قلت : هذه واحدة ! قال : فقلت هل حدث فيكم حدث بعد موت صعب؟ قالوا : نعم، حدث فينا كذا حدث. قال : قلت : اذكروا ! قالوا : نعم، هرة ماتت منذ ايام. فقلت هاتان اثنتان ! 
قلت : أين أبنة أخي؟ قالوا : تلعب. فأتيت بها فمسستها فإذا هى محمومة؛ فقلت: استوصوا بها معروفا. فماتت في ستة أيام (ذكره ابن حجر في الإصابة ٣|٣٤٥)
وهذا من فقه عوف، رحمه الله، وكان من الصحابة، حيث نفذ وصية الصعب بن جثامة بعد موته وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها من أن الدنانير عشرة وهى في القرن، ثم سأل اليهودى فطابق قوله لما في الرؤيا فجزم عوف بصحة الأمر فأعطى اليهودي الدنانير.
وهذا فقه إنما يليق بأفقه الناس وأعلمهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولعل أكثر المتأخرين ينكر ذلك ويقول : كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة صعب وهى لأيتامه وورثته إلى يهودى بمنام؟
ونظير هذا من الفقه الذي خصهم به دون الناس قصة ثابت بن قيس بن شماس وقد ذكرها أبو عمر بن عبد البر وغيره.
قال أبو عمر : أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا سعيد بن عفير وعبد العزيز بن يحيى المدني، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب عن إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصارى، عن ثابت ابن قيس بن شماس، أن رسول قال له : «يا ثابت أما ترضي أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟» قال مالك : فقتل ثابت بن قيس يوم اليمامة شهيدا (أخرجه الطبراني في »المعجم الكبير» وذكره الهندي في «كنز العمال» وذكره السيوطي في »الدر المنثور»). 
قال أبو عمرو : روى هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني عطاء الخراساني قال : حدثتني ابنة ثابت بن قيس بن شماس،  قالت : لما نزلت «يا أيها الذين آمنو لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي» (سورة الحجرات، الآية : ٢) دخل أبوه لبيته وأغلق عليه بابه، ففقده رسول الله، وأرسل إليه يسأله ما خبره؛ قال : أنا رجل شديد الصوت أخاف أن يكون قد حبط عملي. قال : «لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير». قال : ثم أنزل الله «إن الله لا يحب كل مختال فخور» (سورة لقمان، الآية ١٨) فأغلق عليه بابه وطفق يبكي، ففقده رسول الله، فأرسل إليه، فأخبره، فقال :  يا رسول الله إني أحب الجمال، وأحب أن أسود قومى، فقال : «لست منهم بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة» (أخرجه الطبراني في »المعجم الكبير» [الحديث ١٣١٣]، وذكره الهندي في «كنز العمال» [الحديث ٣٣٨١٣]، وذكره السيوطي في »الدر المنثور» [٢\١٠٩] [٦\٨٥]، وأخرجه الهيثمي في «موارد الظمآن»  [الحديث ٢٢٧٠]، وذكره عبد الرزاق في مصنفه  [الحديث ٤٠٤٢٥]، وذكره الهيثمي في «معجم الزوائد» في كتاب : المناقب  [١٠٩] باب : ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس  [الحديث ١٥٧٨٢]).
قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة، فلما التقوا وأنكشفوا قال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله، ثم حفر كل واحد له حفرة، فثبتا وقاتلا حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها. فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت في منامه، فقال له : أوصيك بوصية، فاياك أن تقول هذا حلم، فتضيعه، إني لما قتلت أمس مر بى رجل من المسلمين، فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد كفا على الدرع برمة وفوق البرمة رحل، فأت خالدا فمره أن يبعث إلى درعى فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله، يعني أبا بكر الصديق، فقل له : إن عليّ من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقى عتيق، وفلان. 
فأتي الرجل خالدا فأخبره، فبعث إلى الدرع فأتي بها، وحدّث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته؛ قال : ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله. انتهى ما ذكره أبو عمرو. 
فقد اتفق خالد أبو بكر الصديق والصحابة معه على العمل بهذه الرؤيا وتنفيذ الوصية بها وانتزاع الدرع ممن هى في يده بها. وهذا محض الفقه.
وإذا كان أبو حنيفة وأحمد ومالك يقبلون قول المدعي من الزوجين ما يصلح له دون الآخر يقرينه صدقة فهذا أولى.